فسحة الخوف والجوع وكيف تبددت بتضحيات الشعب السوري الأدبي

الموقف الأدبي العدد 648-649 أيار 2025

يتناول المقال واقع الشعب السوري في ظل القهر والاستبداد من خلال قراءة فكرية إنسانية عميقة. يرى الكاتب أن الحرية أعظم نعمة إلهية وهبها الله للإنسان، غير أن النظم الاستبدادية، ولا سيما النظام الصهيوني وحلفاؤه، سلبت الإنسان هذه النعمة وحوّلته إلى كائن يعيش في دائرة الجوع والخوف، محرومًا من الأمن والغذاء والكرامة. ويُبرز المقال كيف يستعمل الطغاة أدوات القمع والتجويع والترويع لتركيع الشعوب وكسر إرادتها، فيقهرونها باسم الأمن والشرعية. ويقارن الكاتب بين حال الإنسان الحرّ الذي يعيش آمناً مطمئناً في ظل العدالة والمساواة، وحال الإنسان المقهور الذي يُساق إلى العبودية خوفاً على لقمة عيشه. ويخلص اصطيف إلى أن الثورة على الجوع والخوف هي ثورة على فقدان الإنسانية نفسها، وأن استعادة الحرية والكرامة شرط أساسي لقيام مجتمع عادل ينهض بالإنسان من الذل إلى الكرامة.

المبدع بوصفه ناقدا

مجلة الشارقة الثقافية – العدد (108) – أكتوبر 2025

في هذا المقال، يرى اصطيف أن الإبداع والنقد الأدبي ليسا مجالين منفصلين، بل يشكلان وجهين متكاملين لعملة واحدة هي الفكر الأدبي. فالمبدع، سواء أكان شاعرًا أم روائيًا أم قاصًا، يمارس النقد الأدبي بشكل واعٍ أو غير واعٍ في جميع مراحل تجربته الإبداعية. فهو يمارسه قبل الكتابة عندما يختار لغته وموضوعه وجنسه الأدبي وتقنياته الفنية، ويمارسه أثناء الكتابة من خلال المراجعة والتنقيح والحذف والإضافة وإعادة الصياغة، ويمارسه أيضًا بعد الإنتاج عبر مقدماته، أو تعليقاته في الندوات والمقابلات، أو من خلال نقده النظري والتطبيقي لأعماله أو لأعمال غيره. ويهدف المبدع من خلال نقده إلى تفسير تجربته الفنية وتسويغها وتيسير تلقيها لدى القرّاء والنقاد والمبدعين الآخرين، كما يسعى إلى توضيح مفاتيح نصوصه لضمان فهمها على النحو الذي يقصده. وهكذا يصبح النقد عند المبدع امتدادًا طبيعياً للإبداع، وأداة لتأمل الذات الأدبية وتعميق الوعي بعملية الخلق الفني.

بيني وبين وهب رومية

وهب رومية ذواقة الشعر والأدب (١٩٤٤-٢٠٢٥) مراث وقراءات في نتاجه وفاء لذكراه، مطبوعات مجمع العربية السعيدة، تحرير مقبل التام الأحمدي، صنعاء، ٢٠٢٥

الراحل وهب رومية (1944–2025) كان أستاذًا وأديبًا فذًّا، امتاز بصفاء النفس وعمق المعرفة، فأثرى الحياة الأكاديمية والثقافية على مدى عقود طويلة. بدأ مسيرته معيدًا في جامعة دمشق عام 1969، وسرعان ما برز بقدرته الفريدة على قراءة النصوص وتحليلها، فكان يفتن طلابه وزملاءه ببيانه ورؤيته النقدية العميقة، ويزرع فيهم حب الأدب وتقدير جمالياته. شارك في مشاريع كبرى مثل “الأدب في بلاد الشام” والخطة الوطنية لتطوير المناهج الجامعية، وأسهم بكتبه ودراساته في ربط الشعر الجاهلي بالشعر العربي الحديث، مؤكدًا على وحدة الأدب العربي واستمراريته عبر العصور. جمع في منهجه بين التحليل اللغوي الدقيق والتفسير الأدبي العميق، فحوّل النصوص من مجرد وثائق إلى شواهد حية تنبض بالحياة. لقد خسره الوسط العلمي والثقافي برحيله، وبقي إرثه شاهدًا على عالمٍ كرّس نفسه لخدمة الأدب ونقده.

بيني وبين شفيق بيطار

العالم الموسوعي د. محمد شفيق البيطار (١٩٦٥-٢٠٢٤) في ذكرى رحيله، مطبوعات مجمع العربية السعيدة، تحرير مقبل التام الأحمدي، صنعاء، ٢٠٢٥

النص هو تأبيني كتبه د. عبد النبي اصطيف عن تلميذه د. محمد شفيق البيطار (1965–2024)، تناول فيه طبيعة العلاقة بين الأستاذ والطالب في الجامعات العربية وما يشوبها أحيانًا من ضعف التواصل أو إنكار الفضل، مقارنًا ذلك بما هو سائد في التقاليد الغربية من اعتراف وتقدير متبادل. غير أن علاقته بالبيطار شكّلت استثناءً مميزًا؛ إذ تجاوزت حدود الأستاذية والتلمذة لتصبح شراكة معرفية حقيقية قائمة على الثقة والاحترام والإنتاج المشترك. فقد تعاونا في تنظيم مؤتمرات علمية، وتحرير مجلة جامعة دمشق للآداب والعلوم الإنسانية، والإسهام في موسوعة “الأدب في بلاد الشام”، كما استعان الكاتب بذاكرة البيطار النقدية الدقيقة لمراجعة ترجماته ونقاش بحوثه الأدبية، حيث كان الفقيد مصدرًا حيًا للمعرفة وذاكرة نادرة للشعر العربي القديم. ويبرز النص أن هذه التجربة الإنسانية والعلمية جسدت العلاقة المثالية بين الأجيال، حيث يرفد الأستاذ خبرته الطويلة بحيوية التلميذ واجتهاده، فيتضافر الاثنان في خدمة العلم والثقافة، تحقيقًا للرسالة الكبرى التي كرّم بها الإسلام طلب العلم والسعي إليه.

الثقافة العربية السورية في سني البعث

الموقف الأدبي، العدد 648-649، دمشق، أيار 2025

يتناول المقال الثقافة العربية السورية في سني البعث كيف تحولت السلطة في سوريا، منذ استيلاء حزب البعث على الحكم، إلى سلطة مطلقة غاشمة استبدلت قيم الكفاءة والنزاهة بولاء أعمى للنظام، ففرضت هيمنتها على مختلف المؤسسات الثقافية والفكرية، من وزارات الثقافة والإعلام والتربية والتعليم العالي إلى اتحاد الكتّاب العرب ومجمع اللغة العربية والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية. وقد زُرع في هذه المؤسسات أشخاص ضعيفو الكفاءة لا يعنيهم سوى تنفيذ الأوامر، مما أدى إلى إنتاج ثقافة موجهة تخدم السلطة وتعيد إنتاج خطابها، وتقصي كل من يجرؤ على الخروج عن طاعتها. وبهذا أُفرغت الثقافة السورية من تنوعها وغناها، وغدت أداة للضبط والسيطرة السياسية، ما أدى تدريجياً إلى موت الثقافة الحقيقية وصعود ما يشبه “ثقافة تحت الأرض” محاصرة بالرقابة الأمنية، بعيدة عن الحرية والإبداع

كيف ينظر الآخر إلى أدبنا العربي

مجلة الشارقة الثقافية – العدد (107) – سبتمبر 2015، ص ص ٨٠-٨١

يتناول المقال كيفية نظر الغرب إلى الأدب العربي، حيث ينطلق المستشرقون من منظورين أساسيين: الأول يعد الأدب وثيقة تكشف عن الثقافة والتاريخ والمجتمع العربيين، ونافذة يطلون منها على عقلية العربي وحياته، بينما ينظر الثاني إليه كصرح فني وجمالي متجذر في التراث العربي، يعبر عن رؤية الإنسان العربي للعالم ويشكل جزءًا من ذاكرته الجمعية وهويته الثقافية. ويرى الكاتب أن الأدب، وإن كان يحمل بعض سمات الوثيقة، فإنه يظل إبداعًا فنيا قائمًا على التخييل والتحويل، فلا يُختزل إلى مجرد مصدر معلومات عن الواقع. ومن هنا يبرز التحدي في التوفيق بين هذين المنظورين، وهو ما يتحقق عبر الإقرار بخصوصية الأدب الفنية والفكرية، مع الإفادة من معطياته كمصدر للمعرفة، بما يسمح بفهم أعمق للعرب من منظور قائم على الاحترام والندية

قاعدتان ومساران للتفاعل بين الآداب

مجلة الشارقة الثقافية – العدد (104) – يونيو 2015، ص ص ٧٩-٧٩

يتناول هذا المقال مفهوم التفاعل بين الآداب من خلال قاعدتين ومسارين رئيسيين في الدرس المقارن؛ تتمثل القاعدة الأولى في أن صلات التفاعل الأدبي تحدث بين مؤلف وقارئ عبر وسائط متعددة كالترجمة والتأويل وإعادة الإنتاج، بينما تؤكد القاعدة الثانية أن الباحث في هذا المجال يجب أن يتقن فهم هذه الصلات في سياقاتها الثقافية والتاريخية. أما المساران، فأحدهما ينطلق من الماضي باتجاه الحاضر باحثًا في أثر النصوص التراثية على الحديثة، والثاني يعكس الاتجاه، حيث ينطلق من الحاضر نحو الماضي لاستكشاف جذور التأثر، ويهدف كلا المسارين إلى تعميق الفهم للهوية الثقافية المشتركة بين الشعوب من خلال الأدب.