بيني وبين شفيق بيطار

العالم الموسوعي د. محمد شفيق البيطار (١٩٦٥-٢٠٢٤) في ذكرى رحيله، مطبوعات مجمع العربية السعيدة، تحرير مقبل التام الأحمدي، صنعاء، ٢٠٢٥

النص هو تأبيني كتبه د. عبد النبي اصطيف عن تلميذه د. محمد شفيق البيطار (1965–2024)، تناول فيه طبيعة العلاقة بين الأستاذ والطالب في الجامعات العربية وما يشوبها أحيانًا من ضعف التواصل أو إنكار الفضل، مقارنًا ذلك بما هو سائد في التقاليد الغربية من اعتراف وتقدير متبادل. غير أن علاقته بالبيطار شكّلت استثناءً مميزًا؛ إذ تجاوزت حدود الأستاذية والتلمذة لتصبح شراكة معرفية حقيقية قائمة على الثقة والاحترام والإنتاج المشترك. فقد تعاونا في تنظيم مؤتمرات علمية، وتحرير مجلة جامعة دمشق للآداب والعلوم الإنسانية، والإسهام في موسوعة “الأدب في بلاد الشام”، كما استعان الكاتب بذاكرة البيطار النقدية الدقيقة لمراجعة ترجماته ونقاش بحوثه الأدبية، حيث كان الفقيد مصدرًا حيًا للمعرفة وذاكرة نادرة للشعر العربي القديم. ويبرز النص أن هذه التجربة الإنسانية والعلمية جسدت العلاقة المثالية بين الأجيال، حيث يرفد الأستاذ خبرته الطويلة بحيوية التلميذ واجتهاده، فيتضافر الاثنان في خدمة العلم والثقافة، تحقيقًا للرسالة الكبرى التي كرّم بها الإسلام طلب العلم والسعي إليه.