الراحل وهب رومية (1944–2025) كان أستاذًا وأديبًا فذًّا، امتاز بصفاء النفس وعمق المعرفة، فأثرى الحياة الأكاديمية والثقافية على مدى عقود طويلة. بدأ مسيرته معيدًا في جامعة دمشق عام 1969، وسرعان ما برز بقدرته الفريدة على قراءة النصوص وتحليلها، فكان يفتن طلابه وزملاءه ببيانه ورؤيته النقدية العميقة، ويزرع فيهم حب الأدب وتقدير جمالياته. شارك في مشاريع كبرى مثل “الأدب في بلاد الشام” والخطة الوطنية لتطوير المناهج الجامعية، وأسهم بكتبه ودراساته في ربط الشعر الجاهلي بالشعر العربي الحديث، مؤكدًا على وحدة الأدب العربي واستمراريته عبر العصور. جمع في منهجه بين التحليل اللغوي الدقيق والتفسير الأدبي العميق، فحوّل النصوص من مجرد وثائق إلى شواهد حية تنبض بالحياة. لقد خسره الوسط العلمي والثقافي برحيله، وبقي إرثه شاهدًا على عالمٍ كرّس نفسه لخدمة الأدب ونقده.
بيني وبين وهب رومية
وهب رومية ذواقة الشعر والأدب (١٩٤٤-٢٠٢٥) مراث وقراءات في نتاجه وفاء لذكراه، مطبوعات مجمع العربية السعيدة، تحرير مقبل التام الأحمدي، صنعاء، ٢٠٢٥
