المبدع بوصفه ناقدا

مجلة الشارقة الثقافية – العدد (108) – أكتوبر 2025

في هذا المقال، يرى اصطيف أن الإبداع والنقد الأدبي ليسا مجالين منفصلين، بل يشكلان وجهين متكاملين لعملة واحدة هي الفكر الأدبي. فالمبدع، سواء أكان شاعرًا أم روائيًا أم قاصًا، يمارس النقد الأدبي بشكل واعٍ أو غير واعٍ في جميع مراحل تجربته الإبداعية. فهو يمارسه قبل الكتابة عندما يختار لغته وموضوعه وجنسه الأدبي وتقنياته الفنية، ويمارسه أثناء الكتابة من خلال المراجعة والتنقيح والحذف والإضافة وإعادة الصياغة، ويمارسه أيضًا بعد الإنتاج عبر مقدماته، أو تعليقاته في الندوات والمقابلات، أو من خلال نقده النظري والتطبيقي لأعماله أو لأعمال غيره. ويهدف المبدع من خلال نقده إلى تفسير تجربته الفنية وتسويغها وتيسير تلقيها لدى القرّاء والنقاد والمبدعين الآخرين، كما يسعى إلى توضيح مفاتيح نصوصه لضمان فهمها على النحو الذي يقصده. وهكذا يصبح النقد عند المبدع امتدادًا طبيعياً للإبداع، وأداة لتأمل الذات الأدبية وتعميق الوعي بعملية الخلق الفني.