يتناول المقال الثقافة العربية السورية في سني البعث كيف تحولت السلطة في سوريا، منذ استيلاء حزب البعث على الحكم، إلى سلطة مطلقة غاشمة استبدلت قيم الكفاءة والنزاهة بولاء أعمى للنظام، ففرضت هيمنتها على مختلف المؤسسات الثقافية والفكرية، من وزارات الثقافة والإعلام والتربية والتعليم العالي إلى اتحاد الكتّاب العرب ومجمع اللغة العربية والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية. وقد زُرع في هذه المؤسسات أشخاص ضعيفو الكفاءة لا يعنيهم سوى تنفيذ الأوامر، مما أدى إلى إنتاج ثقافة موجهة تخدم السلطة وتعيد إنتاج خطابها، وتقصي كل من يجرؤ على الخروج عن طاعتها. وبهذا أُفرغت الثقافة السورية من تنوعها وغناها، وغدت أداة للضبط والسيطرة السياسية، ما أدى تدريجياً إلى موت الثقافة الحقيقية وصعود ما يشبه “ثقافة تحت الأرض” محاصرة بالرقابة الأمنية، بعيدة عن الحرية والإبداع
الثقافة العربية السورية في سني البعث
الموقف الأدبي، العدد 648-649، دمشق، أيار 2025
