لا يسع المتتبع لما ينشره الدكتور ممدوح خسارة في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق وغيرها إلا أن يغبط الرجل على نشاطاته واهتماماته بحال العربية الحديثة والمعاصرة، ولا ريب أن مسعاه الراهن إلى إكمال بعض مواد المعجم العربي مسعى نبيل ووجيه وله الكثير مما يُسوِّغه، وهو كذلك بحاجة إلى شجاعة كبيرة لا تنقصه. فاللغة –أية لغة- إنما هي بالناطقين بها، وعنايتهم المستمرة بها هي ما يجعلها حيّة فاعلة في حياة الأمة، بوصفها أداة التفكير، والتعبير، والتواصل فيما بين أبنائها، ومع تراثها، وما دُوِّن بها من مواريث الأمم الأخرى.
وقد تيسّر لي الاطلاع على آخر ما خطه يراعه في بحثه (الثالث) مما يتصل بمادة علم وغيرها، ونُشِر في الجزء الثالث من المجلد التسعين من مجلة مجمع اللغة العربية، والذي يقترح فيه إضافة بضعة وعشرين مدخلا يكمل به مادة “علم”.
لقد وجد الدكتور خسارة أن “ثمة كلمات جديدة من أفعال وأسماء دخلت اللغة العربية المعاصرة وَفق أبنية عربية، ولكن بدلالات محدثة لم تكن لها عند القدماء، مثل فعل (اعتقل، انعدم، أزم، حاسوب). ونظراً لشيوعها، فإن الحاجة تدعو إلى دراسة كل منها على حدة، ولاسيما الأفعال، لمعرفة مدى صلوحها لدخول المعجم العربي، بعد أن دخلت ميدان الاستعمال اللغوي. وإذا كان بحثنا سينصب على الأفعال، فذلك لأن إقرارها يستتبع مشتقاتها من أسماء فاعلين ومفعولين وسائر الصفات” (ص 583).
هذا وقد أحصى الكتور خسارة، عند العودة إلى معجمين رأى فيهما مُمثِّلين للمعاجم العربية والحديثة، أولهما قديم هو”تاج العروس” للزبيدي، وثانيهما حديث هو “المعجم الوسيط” الذي صنعه مجمع اللغة العربية في القاهرة، نحواً من ستة وخمسين مدخلاً مأخوذاً من الجذر “علم”. وتبين له مِن تَتَبُّعه للاستعمال اللغوي المعاصر أن “ثمة سبعة وعشرين مدخلاً تتضمن نحو ستين دلالة جديدة، منها ما هو جديد تماماً بناء ودلالة، مثل (عَوْلَم، والعَلْمَنة)، ومنها مااكتسب دلالات إضافية على ما كانت له، مثل (الإعلام والمَغْلَم). واستناداً إلى ماتقدم فإنه يقترح سبعة وعشرين مدخلاً لإكمال مادة “علم”.
شكرا على تصفحك واهتمامك بهذه المادة. لقراءة كامل المادة يمكن تحميل الملف بالضغط على رابط التحميل في أعلى الصفحة!