ديفيد دمروش: إسهامه في نظرية الأدب العالمي

مجلة الآداب العالمية، العدد 182، ربيع 2020، دمشق

يخصص ثيو داهائين  Theo D’haenمحاضرته التي ألقاها في جامعة بوخارست بمناسبة منحه درجة الدكتوراه الفخرية في 15 نيسان 2011، للإجابة على سؤال مباشر هو: “لِم الأدب العالمي الآن؟”

ويربط نهوض هذا الأدب، وتجدد الاهتمام الدولي به في استدارة القرن الحالي، بحوادث أيلول عام 2000م التي طالت ثلاث مدن أمريكية: نيويورك و واشنطن وبنسيلفانيا، والتي جعلت الأمريكيين يحسون بجهلهم بـ “الآخر” العربي المسلم الذي فاجأهم وصعقهم، وولّد في نفوسهم رغبة محمومة في تعرّف هذا “الآخر” بالمعنى الأوسع للكلمة. ومن الطبيعي أن تكون آداب هذا الآخر خير وسيلة إلى تعرّفه وفهمه، واحتوائه إن اقتضى الأمر، والتعاون معه عندما يسمح الظرف الدولي بذلك، والتواصل معه، على أي حال، بغرض التأقلم مع مرحلة ما بعد هذه الحوادث التي غيّرت المشهد الدولي على المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية إلخ.

وأطروحة البروفيسور داهائين هي أن هذا الأدب قد: 

“عُرِّف وأعيد تعريفه ليلائم حاجات أزمنة وأمكنة محددة، بالتوافق مع المصائر المتحوّلة لكيانات لغوية وثقافية محدَّدة على الخارطة العالمية” .

ومعنى هذا أن تجدّد هذا الاهتمام بـ “الأدب العالمي” في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة والغرب الأوربي وسائر أنحاء العالم المختلفة عامة، وعلى هذا النطاق الواسع، وإعادة النظر في تعريفه: طبيعةً ووظيفةً وحدوداً، ومناقشة طرق تدبّره: دراسةً وتدريساً وبحثاً علمياً ونشراً بين الناس، إنما نجمت عن التغيرات الخطيرة التي شهدها عالمنا في استدارة القرن الحالي، وبخاصة بعد تفجيرات أيلول عام 2000م في الولايات المتحدة الأمريكية، وأنها كانت استجابة طبيعية لمقتضيات الظروف الدولية الجديدة التي خلقت فُسحاً للمواجهة والتفاعل والاحتكاك بين الكيانات الإنسانية اللغوية والثقافية والاجتماعية والسياسية في عالم ما بعد حوادث أيلول – عالَم الألف الثالث الميلادي.

والحقيقة أنه عند النظر إلى ما شهدته الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الأوربي من نشاطات تتصل بالأدب العالمي والتي شملت ميادين نشر المختارات، والأدلّة، والكتب، والأبحاث، والدراسات والمقالات، وتنظيم المؤتمرات المعنية بشؤون هذا الأدب دراسة وتدريساً وإعادة نظر في تدبّر شؤونه المختلفة، وإقامة الندوات، والدعوة إلى المحاضرات العامة والخاصة التي تروّج له، يلاحظ المرء الحضور الواسع لاسم بارز فيها هو ديفيد دمروش أستاذ كرسي إرنست بيرنباوم للأدب في جامعة هارفرد الذي شارك بفاعلية كبيرة ونشاط واسع ومتنوع في مختلف وجوه هذا الاهتمام المتجدد بـ “الأدب العالمي”، والتي شملت:

لمتابعة القراءة يمكن تحميل الملف بالضغط على رابط التحميل في أعلى الصفحة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *